درس الفقيه كلّ الفقيه: قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ميزانٌ تربوي: رجاءٌ بلا قنوط، وخوفٌ بلا إياس، وقلبٌ معلّقٌ بالقرآن، وعلمٌ يثمر عملًا.
🕯️ النص المؤطِّر
نقله ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
🎯 أهداف الدرس
- هدف معرفي: أن يتعرّف المتعلم معالم «الفقهِ كلِّ الفقه»: التوازن بين الرجاء والخوف، ومركزية القرآن، والعلم النافع (تفقّه/تفهّم/تدبّر).
- هدف وجداني: أن يحبّ المتعلم رحمةَ الله ويرجوها، ويخاف معصيتَه دون قنوطٍ ولا أمنٍ مُضلّ، ويُعظّم القرآن.
- هدف حِس-حركي: أن يطبّق المتعلم مواقف عملية في النصح الرقيق، وخطوات للتدبّر اليومي، وموازنة بين الرجاء والخوف في سلوكه.
💡 الوضعية المشكلة
🧠 تحليل الوضعية المشكلة
- القضية: غيابُ التوازن التربوي بين الرجاء والخوف، وضعفُ مركزية القرآن في توجيه السلوك.
- المواقف:
- مُشدِّد يُقنِّط (تنفير).
- مُتهاون يُؤمِّن من مكر الله (تساهل).
- متوازن يُبشِّر ويُنذر ويجعل القرآن مرجعَه.
- الإشكال الموجِّه: كيف يدلّنا هذا الأثر على طريق «الفقهِ كلِّ الفقه» في تربية النفس ونصح الآخرين؟
⚖️ المحور 1: التوازن بين الرجاء والخوف
المفهوم: الفقيه حقًّا يربّي على رجاء رحمة الله بلا قنوط، وعلى خوف عقابه بلا أمنٍ مُضلّ.
﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾ [الأعراف: 99]
﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87]
شرح مبسّط: يسير المسلم إلى الله بجناحين: رجاء وخوف؛ يتجنّب خطاب اليأس كما يتجنّب خطاب التهوين.
📖 المحور 2: مركزية القرآن وعدم هجره
المفهوم: «ولا يدع القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه» أي لا يُعرض عنه لشيء يصرف القلب عن هُداه.
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ [محمد: 24]
تطبيق مبسّط: وردٌ يومي (10 دقائق): تلاوةٌ بتؤدة + معنى كلمة + فكرة تدبّر واحدة تُكتب في بطاقة.
🎓 المحور 3: العلم النافع – تفقُّه، تفهُّم، تدبُّر
المفهوم: «لا خير في عبادة بلا تفقّه، ولا علم بلا تفهّم، ولا قراءة بلا تدبّر»؛ العلم ما قاد إلى العمل وحُسن الخلق.
﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]
مثال صفّي: سؤال أسبوعي لأهل الذكر (الأستاذ/الإمام) ثم مشاركة الجواب في لوحة القسم.
💎 جدول القيم والأحكام
| 💎 القيم المستفادة | ⚖️ الأحكام الشرعية |
|---|---|
| الرجاء في الله – الخوف من الله – تعظيم القرآن – الحكمة والرفق – طلب العلم – الإخلاص والمداومة | تحريم القنوط من رحمة الله – تحريم الأمن من مكر الله – وجوب تعلّم ما لا يسع الجهل به، واستحباب الإكثار من التلاوة والتدبّر – استحباب التبشير وترك التنفير – وجوب النصح بالمعروف وحرمة الغلظة المنفّرة. |
📌 امتدادات سلوكية
- ألتزم وردي القرآني (10 دقائق) وأكتب فكرة تدبّر واحدة يوميًا.
- أُعيد صياغة نصحي لزميلي: «تبشير بلا تنفير» (عبارات لبقة، حلّ عملي).
- أحفظ آية واحدة تُقوّي الرجاء، وأخرى تُوقظ الخوف، وأتأمّل توازنهما.
- أسأل معلّمي عن مسألة أشكلت عليّ (تفهّم) ثم أدوّن الجواب في دفتر خاص.
❓ أسئلة تفاعلية (وفق هرم بلوم)
🧠 التذكّر: اذكر أربع صفات للفقيه كلّ الفقيه الواردة في الأثر.
لا يُقنِّط من رحمة الله، لا يُؤيِّس من روح الله، لا يُؤمِّن من مكر الله، لا يهجر القرآن إلى ما سواه.
🔍 الفهم: ما الفرق بين القنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله؟
القنوط يأسٌ يقطع عن التوبة؛ والأمن تساهلٌ يجرّئ على المعصية. وكلاهما انحراف.
🧩 التطبيق: حرّر رسالة نصح رفيقة لزميل قصّر في الصلاة (3 أسطر) تُبشِّره ولا تُنفِّره.
نموذج: «أثق أنّك تحبّ ربك... الصلاة مفتاح راحتك... لنبدأ بركعة وِتر الليلة…»
🧠 التحليل: قارن أثر أسلوبين في الدعوة: (تخويف بلا رجاء) و(تساهل مطمئن).
الأول يولّد اليأس والانسحاب؛ الثاني يضعف المحاسبة؛ التوازن يُثمر الاستقامة.
⚖️ التقييم: قيّم عبارة «الله غفور فلا بأس ببعض المخالفات» في ضوء النصوص.
مغلوطة؛ الغفران مشروط بالتوبة والعمل، ولا يجوز الاغترار برحمة الله.
💡 الإبداع: صمّم ملصق «اقرأ… تفهّم… تدبّر» بخطة يومية من 3 خطوات.
قراءة هادئة – معنى كلمة – فكرة عمل واحدة.
📝 نشاط تطبيقي صفّي
الخطوات: يكتب المتعلم آيتين: إحداهما تُنمّي الرجاء، والأخرى تُوقظ الخوف، ثم يقترح عملاً واحدًا يترجم التوازن في يومه.
التقويم: سلامة الاختيار – واقعية العمل – وضوح العرض.
⭐ خاتمة تربوية
«الفقيه كلّ الفقيه» يمسك ميزان الشريعة: رجاءٌ بلا قنوط، وخوفٌ بلا إياس، وقلبٌ مُعلّقٌ بالقرآن، وعلمٌ يُثمر فهمًا وتدبّرًا وعملًا. بهذا الميزان يُحسن الشابّ نصح نفسه وزملائه ويسير بثبات إلى الله.
✍️ إعداد: ذ. علي حنين – أستاذ مادة التربية الإسلامية
🔗 تابعوا المزيد من الدروس على مدونتكم التعليمية
💬 ليست هناك تعليقات:
💡 نصائح للتعليق الفعال:
📝 قواعد المشاركة:
✍️ إرسال تعليق